مؤتمر علماء الأمة يشيد بالمملكة ويوصي بالعناية بالتربية والدعوة
كاتب الموضوع
رسالة
كبرياء رجل
مؤسس الموقع
معلوماتي
عدد المشاركات : 315
تاريخ التسجيل : 12/06/2011
موضوع: مؤتمر علماء الأمة يشيد بالمملكة ويوصي بالعناية بالتربية والدعوة الجمعة يونيو 17, 2011 11:52 pm
أوصى مؤتمر علماء الأمة الذي عقد في العاصمة السنغالية داكار الدول والحكومات والمنظمات وسائر الأفراد والهيئات بإيلاء التربية والدعوة عناية قصوى باعتبارهما وسيلة إصلاح الفرد والمجتمع . كما أوصى بالعناية بالعلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنة، في المدارس والجامعات والمساجد وفي وسائل الإعلام، والحذر من تصدر المرء في دين الله بحماسة دون فقه، أو ببضاعة من العلم الشرعي مزجاة أو معدومة، لأن سوء فهم الحكم الشرعي مظنة للخطأ في تنزيله على الواقع، والخطأ في التنزيل مدرجة للإساءة إلى الدين وشل حركة الدعوة إلى الله.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد خلال الفترة من 4 ـ 6/7/1432هـ بمبادرة من فخامة الرئيس عبد الله واد رئيس جمهورية السنغال الرئيس الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، حضره ممثلاً لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ورعاه ـ ، معالي رئيس مجلس القضاء الأعلى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد .
وأكد المشاركون من 84 دولة في ختام أعمال المؤتمر على ضرورة إيلاء اللغة العربية ما تستحق من عناية باعتبارها لغة القرآن ومستودع حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وباعتبارها وسيلة لتعزيز وحدة الأمة وصيانة إرثها الثقافي المشترك، وتشجيع التعليم القرآني، بأدوات العصر وأساليبه، والتجسير بينه وبين التعليم النظامي، حتى تتربى الأجيال الصاعدة على أساس سليم وسنن قويم من قيم الملة وثقافة العصر ،ونشر أدب الاختلاف وفقه الائتلاف، ومعاملة المخالف بالحق والإنصاف، بعيدا عن الظلم والإجحاف، استهداء بالكتاب والسنة وسيرا على نهج السلف الصالح، والعمل في هذا الصدد على سد منابع الغلو والتطرف، بالتبصير بحقيقة الملة والتربية على قيم الدين الحنيف وتنقية المقررات الدراسية من كل ما يشيع الحقد ويثير البغضاء بين المسلمين ، وحسن الإصغاء إلى الشباب والانفتاح عليه، والحوار الصريح الهادئ الهادف الشفاف معه، ومعاملته بالرفق واللين ودعوته بالحكمة والموعظة الحسنة، سعيا إلى تحصينه من كل فكر دخيل غير سديد، ومن كل نهج هزيل غير مفيد.
وأكدوا ضرورة الاهتمام بفقه الداعية المعاصر، والعمل في هذا الصدد على تكوين دعاة مسلحين بثقافة العصر وتشجيع الدعوة ذات المداخل التربوية والاقتصادية والصحية ، والاستفادة المثلى من التقنيات المعاصرة ووسائط نقل المعلومات والقنوات الفضائية لخدمة رسالة الإسلام وإيصال الكلمة الطيبة وتطوير العمل التربوي والدعوي.
وأهاب العلماء في توصياتهم التي جاءت في " إعلان داكار " بولاة الأمر والمنظمات المختصة بالمساهمة الفاعلة في تحقيق الحصانة الاقتصادية للأمة، ودعوا إلى إحياء سنة الوقف وتكثيفها وتنميتها وتخصيصها لأعمال البر عامة وللعلم والتعليم خاصة، ويوصون منظمة المؤتمر الإسلامي وهيآتها المختصة بالقيام على مشاريع وقفية كبيرة، خصوصا في البلدان الإسلامية النامية، والتمهيد لذلك بعقد مؤتمر دولي حول آليات الاقتصاد الإسلامي والوقف.
وطالبوا بتكوين لجنة متابعة وتنسيق ،تضم في عضويتها ممثلين من الجهات الراعية والهيآت الدولية الناظمة للعمل الإسلامي،بما فيها : منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والبنك الإسلامي للتنمية ورابطة العالم الإسلامي وهيآتها المختصة ،والإٍسراع بتنفيذ توصية مؤتمر علماء إفريقيا المتعلقة بإنشاء رابطة لعلماء القارة على غرار ما هو موجود في قارات أخرى، على أن تتشكل تلك الرابطة من روابط إقليمية تنسق بين العلماء في كل إقليم من أقاليم إفريقيا الكبرى.
وشددوا على أهمية العمل على أن تكون للعلماء المسلمين في البلاد الإسلامية أو خارجها لجنة أو رابطة تنسق بينهم وتنظر في القضايا التي تهم المسلمين، وتحكم فيها على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ودعوا إلى العمل الجاد من أجل توثيق عرى الوحدة بين شعوب الأمة وصد العدوان عنها وتحصينها من الفتن والمحن التي تحدق بها.
كما دعوا إلى إعلاء مكانة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية وعقدية للأمة، والعمل على التعريف بها والانخراط في الدفاع عنها بالدعاء وسائر أشكال الدعم المادي والمعنوي، وتشجيع وحدة الصف الفلسطيني، ودعوة الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالبوا بالعمل الجاد من أجل وقف العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني وعلى مقدسات الأمة، بما في ذلك الحرب الشعواء على بيوت الله، وفي مقدمتها المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وأسرى بنبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه وجعله أول قبلة للمسلمين.
وأكدوا قيمة العزة من منطلق قوله تعالى (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) والوسطية باعتبارها سمة للأمة طبقا لقوله تعالي (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ))، والوحدة من منطلق قوله تعالى (( إن هذه أمتكم أمة واحدة ))، والدعوة إلى الاعتصام بحبل الله الجامع، واستشعار معاني الأخوة الإسلامية والتحذير من خطر الفتنة بين الفئات والجهات والمذاهب والطوائف المختلفة، والتنبيه في هذا الصدد إلى خطورة التطاول على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم أو على أي نبي من أنبياء الله أو على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الأطهار.
ودعوا إلى العمل على حقن دماء المسلمين ومعالجة المحن التي تشهدها بعض بلدان الأمة، بإصلاح ذات البين بناءً على قوله تعالى (( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم )) وقوله جل من قائل (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )) .
وشجع العلماء ـ في إعلانهم ـ الحوار الهادف مع الآخرين والاستفادة في هذا الشأن من الوسيط الحضاري (الأقليات المسلمة والمسلمين الجدد) وتوطيد العلاقة بهم وتأهيلهم علمياً، للتعامل السديد مع محيطهم وواقعهم.
وفي ختام الإعلان تقدم المشاركون في مؤتمر علماء الأمة بالشكر للشعب السنغالي وللرئيس عبد الله واد رئيس جمهورية السنغال على دعوته لعقد هذا المؤتمر وحسن الضيافة والاستقبال والتنظيم .
كما أزجوا خالص الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود لرعايته ودعمه لهذا المؤتمر، ولمؤتمر علماء أفريقيا من قبله.
وكان فخامة الرئيس السنغالي قد أشاد في كلمته في افتتاح المؤتمر بجهود خادم الحرمين الشريفين ، ودعمه لمؤتمر علماء الأمة وما سبقه من مؤتمر خاص بعلماء أفريقيا .
وقال دائماً ما أجد الدعم والعون في كل الأمور من خادم الحرمين الشريفين وحينما دعوت لإقامة هذا المؤتمر بحكم رئاستي لمنظمة المؤتمر الإسلامي وعرضت هذا الأمر على خادم الحرمين الشريفين أيد ذلك ودعم إقامة المؤتمر في السنغال تقديراً منه ودعماً للعمل الإسلامي .
ومن جهته ، رفع وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله العمار ـ في كلمته في المؤتمر ـ نيابة عن المشاركين في المؤتمر الشكر للمملكة ، ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتقديرهم لجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين بوجه عام وبهذا المؤتمر بوجه خاص .
وقال : إن المملكة أسهمت من خلال وزارة الشؤون الإسلامية بفريق عمل خاص شارك مع الأخوة في السنغال في التحضير الجيد لهذا المؤتمر والذي أثمر عن حضور ممثلين لأكثر من أربع وثمانين دولة وتم العمل لهذا المؤتمر من خلال زيارات متبادلة وفرق عمل مشتركة وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمؤتمر .
واضاف أن أمتنا مطالبة من خلال مؤسساتها وعلمائها ببناء وإعداد خطط وبرامج استراتيجية جادة لتقديم الإسلام في صورته الصحيحة وهذا المؤتمر كان مهماً للغاية لعلماء الأمة حينما يبحثون الشأن الداخلي للعمل الإسلامي ثم يطلقون في التبليغ والدعوة للعالم وهناك حاجة ملحة لتكثيف جهود المؤسسات الإسلامية في العالم وتحقيق تعاونها للتعريف بحقائق الإسلام وبيان سماحته.
من جانبه أشاد مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة بالجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين في تعزيز التضامن الإسلامي وتقديره للعلم والعلماء الذين يأخذون على عاتقهم نشر الإسلام والدعوة، إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنه والذين يرشدون الشباب إلى التمسك بالمنهج الإسلامي الوسطي الذي يبعدهم عن الغلو والتطرف.
كذلك أكد المتحدوثون في المؤتمر من الوزراء والشائخ أن المملكة العربية السعودية بما تتحمله من مسؤولية تاريخية تجاه المسلمين في كل مكان وبما حباها الله من نعم تعمل على دعم العمل الإسلامي ومساعدة الأقليات المسلمة والعمل على نشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة وإقامة ودعم المؤسسات التي تقدم الفكر الإسلامي المستنير لتعريف المجتمع الإنساني كله بقيم العقيدة السمحة وأخلاقها الرفيعة .
وأجمعوا على أن المملكة بوصفها قبلة المسلمين وعلى أرضها تنزل الوحي هي الدولة المثالية التي تقدم أنموذجا للدولة الملتزمة التي ترعى حدود الله في كل شؤونها وتستقطب إنجازات العلم الحديث لإسعاد شعبها وإسعاد الآخرين .
الجدير بالذكر أن العلماء المشاركين في المؤتمر ناقشوا على مدى ثلاثة أيام موضوعات ذات أهمية بالغة للأمة الإسلامية, تعالج همومها وتعكس تطلعاتها، من خلال المحاور الرئيسة التالية : مكانة العلماء وضرورة اجتماعهم وتعاونهم ، دور العلماء في مسيرة الأمة الإسلامية ، المجامع الفقهية : الواقع والمأمول ، علماء الأمة والمحافظة على الأمن والاستقرار ومواجهة الغلو، العلماء ودورهم في تعزيز الفاعلية الحضارية للأمة الإسلامية ومواجهة التحديات الكبرى والأزمات المختلفة، الجامعات الشرعية والكليات الدينية وأثرها في الأمة ، العلماء ونشر قيم التسامح والسلم والحوار الحضاري وقضايا الأمة المعاصرة، العلماء وقضايا الأمة المعاصرة.
مؤتمر علماء الأمة يشيد بالمملكة ويوصي بالعناية بالتربية والدعوة