موضوع: رونالدو ضحية الزمن الأحد يونيو 26, 2011 8:43 am
أيتها المعشوقة المستديرة، ويا أيها المستطيل الأخضر ويا جماهير كرة القدم، لا تدمعوا ولا تحزنوا فستبقى لنا الذكريات الجميلة التي لم ولن تنسى أبداً.
مع مرور كل يوم يقترب موعد رحيل الأسطورة والظاهرة، الخارق رونالدو... عفواً عزيزي القارئ يا من تظن أنني أتحدث أو قد أتحدث عن كريستيانو..!! فلا يوجد سوى رونالدو واحد، أسطورة وحيدة، إنه رونالدو دي ليما ابن السامبا البرازيلية.
حرمتنا منه الإصابة اللعينة وقلل من شأنه الإعلام الجاحد، نعم أقولها صراحة.. نعم لم يأخذ حقه إعلامياً... هداف كأس عالم 2002، وأفضل هدافي المونديال عبر التاريخ، وصاحب أعلى معدل تهديفي في تاريخ الدوري الإيطالي، وصاحب أعلى عدد من الأهداف في تاريخ نادي برشلونة في موسم واحد، والحائز على أفضل لاعب في العالم 3 مرات.
رونالدو يا من تعشقون ميسي, سجل مع برشلونة 47 هدفاً في 49 مباراة خاضها مع الفريق وكان حينها لم يتجاوز عمره الـ 20 ربيعاً، ولم يكن معه ألفيس وتشافي وأنيستا، فلم هذا الإجحاف..؟ لماذا نصف ميسي في قنواتنا العربية بـ"الخارق"، و"الأسطورة"، ولماذا يقول بعض محللينا أن الكرة عجزت عن إنجاب لاعب يقوم بما صنعه ميسي في سن الـ22 مع التحفظ على الأسماء.
أصيب ميسي لأسبوعين فقامت الدنيا ولم تقعد، وتلقيت العديد من الاتصالات التي تتساءل كيف سنتابع برشلونة من دون ميسي ولم أقرأ هذا الكم من الأخبار عند إصابة رونالدو لمدة عام... بالفعل يا له من زمن مضحك..!! لماذا يتغنى الإعلام بمارادونا الذي اعتزل قبل أكثر من عقد ويتناولون قصصه حتى الآن، ويجحد في حق لاعب أحرز 8 أهداف في مونديال 2002 وهو في سن الـ25 وحصل على أفضل لاعب في العالم في سنه الـ19، ويهملونه كأنه غير موجود مع أنه مازال حاضراً ويلعب، ويحزنني ما أسمعه بين الحين والآخر من الجيل الجديد أن مارادونا أفضل من بيليه ورونالدو، مع أنني أراهن أن أحداً منهم شاهد مارادونا أو بيليه.
أشعر بالأسف لكل من لم يشاهد رونالدو في أوج عطائه، وصدقوني من لم يشاهده فهو لم يشاهد كرة قدم، كنت أعشق اللعبة قبل ظهوره، وأراها مملة الآن بانعزاله في البرازيل، وكأنها طعام من دون ملح، تحولت من عاشق رونالدو إلى مهووس رونالدو، فعندما أتابع ميسي وكريستيانو وغيرهم من النجوم، أقول "لا لا.. لا يمكن مقارنتهم برونالدو" وفي كل مرة تهتف الجماهير بعد رؤية إبداعات ميسي، أرد عليهم "رونالدو فعل ما هو أفضل من ذلك!".
رونالدو خارق... خارق بمهاراته.. خارق بأهدافه... خارق بسرعته... خارق بذكائه.. وخارق بعودته من ثلاث إصابات كفيلة بالفتك بأي لاعب آخر... عاد ولم يعتزل مثل فان باستن...عاد وحصل على هداف كأس العالم ...عاد وحصل على هداف الدوري الإسباني... عاد وحصل على أفضل لاعب في العالم.
رونالدو ليس بحاجة لمقالتي, وليس بحاجة لكلمات المديح... فأعظم نجوم كرة القدم شهدوا له... بوبي روبسون: "رونالدو هو أجمل ما شاهدت عيناي"... كانافارو: "أصعب من لعبت معه هو رونالدو، أغمض عيناي وأدعو الله أن تمر الأمور بسلام في كل مباراة"، مالديني: "أفضل من لعبت معهم، هما رونالدو ومارادونا"، بيليه: "أتمنى أن أعود شاباً لألعب مثل رونالدو"، والكثيرون غيرهم.
رونالدو هو دروغبا بقوته... وكريستيانو بسرعته... ومارادونا بذكائه... وفان باستن بأهدافه... وميسي بمهاراته. وتحية مني إلى كل عاشق لهذا اللاعب، ورسالتي لكم "لا تأبهوا وتتأثروا بمن يقول ميسي ومارادونا وبيليه ففي قرارتنا نعلم من هو الأفضل ومن هو الأسطورة والظاهرة".